واردات إسبانيا من الغاز في أكتوبر تُبرز تضارب المصالح الاقتصادية بين الجزائر وروسيا في مجال الطاقة

 واردات إسبانيا من الغاز في أكتوبر تُبرز تضارب المصالح الاقتصادية بين الجزائر وروسيا في مجال الطاقة
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 12 نونبر 2025 - 13:26

كشفت بيانات شركة "Enagás" الإسبانية المكلفة بقطاع الطاقة في إسبانيا، عن تحول في خريطة إمدادات الغاز إلى إسبانيا خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث عادت الجزائر لتعزيز موقعها كمزوّد أول للغاز الطبيعي إلى مدريد بنسبة 39.5 بالمائة من إجمالي الواردات، فيما تراجعت حصة روسيا إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا سنة 2022، مكتفية بنسبة 3.1 بالمائة فقط.

وحسب البيانات ذاتها التي نقلتها مواقع متخصصة في قطاع الطاقة، فإن واردات إسبانيا من الغاز الجزائري بلغت إلى نحو 13,827 غيغاواط لكل ساعة، سواء عبر أنبوب "ميدغاز" المباشر أو من خلال ناقلات الغاز الطبيعي المسال، متقدمة بفارق طفيف على الولايات المتحدة التي بلغت صادراتها من الغاز إلى إسبانيا إلى 39.2 بالمائة، في حين جاءت نيجيريا وغينيا الاستوائية في مراتب تالية.

وتشير الأرقام المتعلقة بشهر أكتوبر الماضي، أن الجزائر عادت لاستغلال تداعيات الأوضاع الجارية في أوروبا جراء حرب أوكرانيا، عن طريق تعزيز مكانتها كمورّد أساسي للغاز إلى أوروبا، وتحديدا إلى السوق الإسبانية، التي تسعى منذ 2022 إلى تنويع مصادرها وتقليص اعتمادها على الغاز الروسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم أن الغاز الطبيعي لم يكن مشمولا ضمن العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو، إلا أن تدفقات الغاز الروسي نحو أوروبا تراجعت تدريجيا بفعل القيود اللوجستية والضغوط السياسية، ما فتح الباب أمام الجزائر لتوسيع نفوذها الطاقي في الحوض المتوسطي واستثمار موقعها الجغرافي واتفاقياتها القائمة مع إسبانيا وإيطاليا.

وأصبحت الجزائر، وفق العديد من التقارير الإعلامية، تشكل منافسة غير مباشرة في فضاء كانت تعتبره روسيا إلى وقت قريب مجالا استراتيجيا لصادراتها من الغاز، الأمر الذي يُبرز تباين المصالح بين موسكو والجزائر، بالرغم من علاقات "التحالف" التي كانت تجمع الطرفين منذ عقود ماضية.

كما أن هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وروسيا برودا سياسيا غير معلن، ظهرت مؤشراته في العديد من القضايا، مثل تضارب المصالح السياسية بشأن التواجد العسكري الروسي في منطقة الساحل التي أعلنت الجزائر رفضه له في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ملفات أخرى أظهرت برودا في التحالف الثنائي، من أبرزها عدم دعم روسيا ملف الجزائر للانضمام إلى البريكس.

ويعتقد العديد من الخبراء في العلاقات الدولية، أن الحرب في أوكرانيا ستُسفر عن تداعيات كثيرة في العلاقات الثنائية بين العديد من الدول، وستعيد تشكيل العديد من التحالفات، من بينها العلاقة بين روسيا والجزائر، خاصة في ظل العديد من القراءات التي ترى في أن استغلال الجزائر للعقوبات الغربية على روسيا لزيادة صادراتها من الطاقة، لن يُستقبل بالرضى من طرف موسكو.

وبالمقابل، فإن من أبرز تداعيات الحرب في أوكرانيا، هو ظهور أسواق جديدة لصادرات الطاقة الروسية، ومن ضمنها المغرب، الذي بات من أبرز الموردين للغاز الروسي في السنوات الأخيرة، وهو ما سيكون له تداعيات إيجابية في العلاقات بين الرباط وموسكو.

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...